تقرير اخبارى: شهر كامل من الفوضى فى العراق بقلم محسن حسين بغداد 9 مايو / شينخوا/ مر اليوم الجمعة شهر كامل على الاحتلال الامريكى للعراق وانهيار نظام الرئيس السابق صدام حسين فى 9 ابريل الماضى عندما شاهد الملايين فى انحاء العالم من قنوات التلفزيون الفضائية المشهد المثير باسقاط تمثال صدام وسط بغداد بايدى الجنود الامريكيين.
وعلى عكس ما كان متوقعا فان الشهر الماضى شهد فوضى عارمة فى البلاد بسبب غياب السلطة وعدم تمكن القوات الامريكية المحتلة من تشكيل حكومة عراقية انتقالية وكذلك استمرار موجات النهب والسرقة للمؤسسات العامة للدولة وحرق الكثير منها تحت سمع وبصر الجنود الامريكيين.
وتشير الاتهامات الى الامريكيين الذين تركوا البلاد دون اتخاذ اى اجراء لضبط الامن والاستقرار وارتفاع الاسعار وانقطاع التيار الكهربائى والماء ووقود السيارات والخدمات العامة الخرى وعدم دفع رواتب الموظفين.
وخلال شهر وعشرات الاجتماعات لاحزاب سياسية ودينية بلغ عددها 72 حزبا جاء معظم قادتها من الخارج برفقة الدبابات الامريكية فشل هؤلاء فى الاتفاق على تشكيل حكومة تملا الفراغ فى السلطة وبقيت الوزارات بدون وزراء يديرونها ولم يلتحق الموظفون باعمالهم رغم النداءات المتكررة لهم من القيادات العسكرية الامريكية ومن الجنرال الامريكى المتقاعد جيه جارنر الذى عينته واشنطن للادارة المدنية فى العراق.
وقد ادى هذا الفشل الى تذمر العراقيين بمن فيهم اولئك الذين رحبوا باسقاط النظام السابق ولا يكاد يمر يوم وخاصة فى الليل دون ان تسمع اصوات اطلاق الرصاص سواء تلك التى تتم اثناء عمليات السرقة او ضد الجنود الامريكيين.
ومنذ اليوم الثانى لسقوط صدام وحتى الان انطلقت فى بغداد ومدن اخرى عشرات المظاهرات تطالب برحيل القوات المحتلة. واتسمت هذه المظاهرات حتى الان بانها سلمية غير ان حوادث اطلاق نار عديدة وقعت ضد الامريكيين ادت الى مقتل عدد منهم بعضم بواسطة قناصة والبعض بتفجيرات قام بها انتحاريون عراقيون اوعرب. ولم تحدد الجهات التى تقوم بهذه الحوادث وما اذا كان القائمون بها من احزاب سياسية او من مؤيدى صدام.
غير ان بعض هذه الحوادث كانت بسبب سوء تصرف الامريكيين ومثال على ذلك ما حدث اليوم الجمعة عندما اطلق الجنود الامريكيون النار على مواطن عراقى فقتلوه فى سيارته لانه لم يبعد سيارته عن طريقهم.
وتقع هذه الحوادث امام انظار الناس الذين لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا على الفور فى مواجهة قوات الاحتلال المدججة بالسلاح لكنهم بالتأكيد يضمرون الحقد لهؤلاء المحتلين الاجانب.
ومن بين الحوادث الاخيرة تبادل اطلاق النار امس الخميس قرب جسر ديالى الذى يربط العاصمة بغداد بالمناطق الجنوبية الشرقية وادى الحادث الى مقتل جندى امريكى و3 عراقيين. وقد اغلق الجسر وتوقفت المواصلات مع تلك المناطق الى ان اعيد افتتاح الجسر اليوم.
ومما يزيد الحقد على الامريكيين التفجيرات التى يقومون بها للاسحة والذخيرة الموجودة فى داخل المناطق السكنية الامر الذى يؤدى الى سقوط ضحايا وهدم للمساكن ومن ذلك التفجيرات التى تمت فى 23 ابريل الماضى فى منطقة الزعفرانية جنوب بغداد واسفرت عن 7 قتلى و 50 جريحا.
الفوضى مستمرة والبلاد غير امنة ولا توجد حكومة والسلاح متوفر فى كل مكان وما زال اللصوص والمخربون يواصلون عملياتهم الاجرامية وما تزال الدبابات الامريكية تجوب الشوارع تزرع الرعب ولكنها فى الوقت نفسه اصبحت هدفا للعراقيين الذين يرفضون استمرار الاحتلال.