اعتقلت السلطات المصرية أكثر من 15 من ابرز قادة جماعة »الاخوان المسلمين« على رأسهم الامين العام لمكتب الارشاد، وهو أعلى سلطة في التنظيم، الدكتور محمود غزلان وأحالتهم على نيابة أمن الدولة التي باشرت معهم تحقيقات بتهم »الانضمام إلى تنظيم سري يهدف إلى مناهضة نظام الحكم القائم في البلاد وحيازة مطبوعات تحض على ازدرائه واستغلال الأحداث على الساحة العالمية لتحريض الجماهير ضد الحكومة«. واستنكرت »الجماعة« الاعتقالات ووصفتها بأنها »غير عادلة«.
وجاء الاجراء الذي يعد ضربة شديدة الى »الجماعة« بعد نحو اربعة اشهر ساد فيها الهدوء العلاقة بين الطرفين على رغم نشاط »الاخوان« وبروزهم في واجهة الصورة من خلال مظاهر الاحتجاجات التي مارستها عناصرهم سواء في الازهر أو الجامعات ضد المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على ايدي الجيش الاسرائيلي اولاً ثم القصف الاميركي للشعب الافغاني.
وتنظر محكمة شمال القاهرة اليوم في أمر تمديد حبس او اطلاق عضو آخر في مكتب الارشاد هو الدكتور محمد حبيب، ومعه 35 آخرون من رموز »الجماعة« كانت السلطات اعتقلتهم قبل ستة شهور بتهمة عقد اجتماع لإحياء نشاط التنظيم في الصعيد. ويحظر القانون المصري على النيابة احتجاز المتهمين في القضايا محل تحقيق اكثر من ستة شهور. وهناك 25 آخرون من رموز »الجماعة« على رأسهم المهندس محمد خيرت الشاطر يقضون فترة حبس احتياطي على ذمة قضية مماثلة، اعتقلوا في منزل احدهم في امبابة قبل اربعة أشهر.
وأفادت مصادر في »الجماعة« ان قوات الامن اقتحمت فجر امس منازل عدد من قادة »الاخوان« في محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة وألقت القبض عليهم وصادرت كتباً ووثائق بدعوى أنها تمثل أدلة ثبوتية ضدهم تفيد انهم يعملون في إطار تنظيم سري مناهض لنظام الحكم في البلاد. وتضم لائحة المعتقلين إضافة الى غزلان الدكتور حسين الدرج وماجد حسن رمضان والدكتور محيي الظايط ورجل الأعمال طاهر عبدالمنعم والمهندس اسامة أبو شادي والدكتور مأمون عاشور وعبدالمنعم البربري والدكتور أحمد سعفان، والدكتور سيد شبة ومحمد محمد رشاد والدكتور محمد هشام عيسى والدكتور محمد العبد والدكتور محمد محمود منصور والدكتور محمد عزيز همام الزمر. وقالت مصادر »الإخوان« لـ»الحياة«: إن »أجهزة كومبيوتر تخص الموقوفين صودرت إضافة إلى كتب مصرح بها«.
واستنكرت »الجماعة« في بيان الحملة واستغربت اعتقال المتهمين »في ظل ما يعيشه العالم من أحداث جسام«، واعتبرت أن ما حدث »لا يخدم احداً بل يصب في خانة الممارسات غير العادلة«.
واستغرب القطب البارز في »الإخوان« الدكتور عصام العريان الحملة الجديدة، واعتبر أن توقيتها »يثير تساؤلات حول ما إذا كانت السلطات ستعتمد سياسة جديدة ضد »الإخوان« في إطار الظروف العالمية والتطورات على الساحة«، وقال لـ»الحياة«: »معروف أن الحملة الاميركية انتقلت من استهداف التنظيمات ذات الصلة بالعنف التي تتهمها بالضلوع في الهجمات في نيويورك وواشنطن إلى جماعات التحرير الوطني«.