استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الرئيس السوداني الفريق عمر البشير الذي يزور السعودية على رأس وفد رفيع المستوى للمرة الثانية خلال فترة قصيرة بهدف درس التطورات السودانية والقضية الفلسطينية والقضايا الدولية والعربية محل الاهتمام المشترك.
وعقد الملك فهد اجتماعاً مع الرئيس السوداني في حضور ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وفي الخرطوم أعلن النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه شروطاً لقبول حكومته أي جهد لإقرار السلام سواء عبر أميركا أو مبادرة المنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) أو المساعي المصرية الليبية وحددها في »تلبية شروط الانقاذ الاساسية« وهي وحدة السودان واقامة الشريعة.
واطلق طه في فترة سابقة تصريحات في شأن المبادرة المصرية الليبية للوفاق والسلام في السودان أثارت جدلاً واسعاً في أوساط القوى السياسية، اذ اكد ان الحكومة »لن تفكك نفسها وتحرر شهادة وفاتها ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها«.
وقال النائب الأول للرئيس في لقاء سياسي مساء أول من امس في مدينة نيالا في غرب البلاد ان حكومته »لن تقبل أي جهد لاحلال السلام سواء عبر اميركا أو »ايغاد« أو المبادرة المشتركة لا يلبي شروط الانقاذ الاساسية المتمثلة في بقاء السودان موحداً وان يكون فيه عدل لسائر ابنائه ونظام يبسط الشورى ويقيم أمر الله وشرعه«. وزاد: »هذه مبادئ لن نبيعها لدولة أو أحد«.
وأضاف: »صدرنا لن يضيق بأحد فمرحباً بالمبادرات والأشقاء والجوار والعالم القاصي والداني من اجل الاستقرار وتبادل المنافع، ولكن ليس على حساب مبادئنا ولا ينتظر منا أحد ان نفرط في أمانة أو حق مهر بالدماء والمهج والأرواح«.
وحمل بشدة على حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي واعتبر استئناف الاتصالات بين الحزب و»الحركة الشعبية لتحرير السودان« ضرب من اليأس والاحباط فضلاً عن انها تعني تخلي الحزب عن المبادئ والقيم.
ولم يستبعد النائب الأول في حديث الى صحافيين رافقوه في زيارته الى غرب السودان اختياره أميناً عاماً للحزب الحاكم الشهر المقبل، غير انه أشار الى ان اجهزة الحزب هي التي تقرر ذلك، ورفض اتهامه بالتحفظ على المبادرة المصرية - الليبية مؤكداً انه لم يكن ضدها.