رئيس الجمعية موافق وقسم هام من الاعضاء رافضون والاختلاف محوره هذه المرة قضية التطبيع وتداعياتها المعقدة المحمولة على اجنحة متعددة بين السياسي والثقافي والفكري والعلمي مشدودة الى الاشكال الحارق الوحيد: هل نقبل باسرائيل ام نصمد على خط القطيعة؟
بوابة السياسة حملت للعالم العربي اجابة متوجة بين رفض وقبول وتمنع وحماس هي بالضبط ما صنع قصة السياسة العربية مع اسرائيل على مدى عقود من المراوحات الاكثر تناقضا وغرابة لكن واجهات اخرى حافظت على ثبات الموقف ووضوح الرؤيا منسجمة مع قاعدة الحد الادنى من الواقعية الشريفة وهي ان لا سلام مع اسرائيل دون ان يسترجع الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية وان من حق الشعب الفلسطيني علينا كاضعف ايمان ان لا نمد اليد لاسرائيل مادامت حكومتها ممعنة في التقتيل والهدم والتشريد والاحتلال.
في قضية الحال اسمح لنفسي باستعارة القالب الفقهي ان الحق بين والباطل بين وان موقف اعضاء جمعية الجغرافيين التونسيين هو الموقف المشرف المطلوب في هذه اللحظة التي اختلطت فيها المقاييس وتضاءلت حظوظ المواقف الرمزية المعبرة، فالمسألة لا تتعلق برياضيين او فنانين او شعراء اسرائيليين بل اساسا بجغرافيين اسرائيليين اي باخصائيي ارض وخرائط وهل معركتنا مع اسرائيل الا معركة ارض وخرائط؟!
اظن صدقا انه لا معنى في هذه اللحظات لاستضافة هذا الصنف بالذات من الاسرائيليين الذين يستمدون هويتهم كباحثين من جوهر الغطرسة الاسرائيلية القائمة على احتلال الارض وتزوير الخرائط.