عقد في معهد الدراسات الاسلامي للمعارف الحكمية ندوة حول 'الصهيونية المسيحية الجذور والتأثيرات'، تطرقت الى خطر هذا التوجه على مستقبل المنطقة، خصوصاً انها تلعب دورا فعالا في السياسة الاميركية، وقد تحدث فيها النائب محمد فنيش والدكتور القسيس كولن تشابمان (مدير قسم الاسلاميات في كلية اللاهوت للشرق الادنى).
بعد كلمة ترحيبية باسم المعهد القاها طارق عسيلي، تحدث تشابمان عن 'المسيحية الصهيونية - عقيدة الخلاص الاخير' فقال: 'المسيحية الصهيونية تطلق على المسيحيين الذين يدعمون الصهيونية ودولة اسرائيل لاسباب متعلقة بتفسيرهم للعهدين القديم والجديد. وهناك عدة اراء في تحديد عددهم، فهم على احد التقديرات بين عشرين واربعين مليونا في الولايات المتحدة، فاذا كان هذا العدد صحيحا فهو يشكل اكثر من ثلاثة اضعاف اليهود فيها'.
4- تأكيدهم استمرار الوعد الالهي بالعودة الى فلسطين رغم تحقق هذا الوعد عام 536 ق.م. وبعض المسيحيين يؤمنون ان هذه الوعود تحققت ثانية في عودة اليهود الى ارض فلسطين منذ عام .1880
وتابع تشابمان: 'ان هذا التوجه عرف في تاريخ المسيحية، وظهرت معالمه مرات عدة، ونرى اثاره في القرن الثالث ثم في الرابع والسابع. وعرف هذا التوجه نهوضا مميزا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، الا ان النهضة الحقيقية، نجدها في ذلك التيار الذي نشأ في القرن التاسع عشر في اسكوتلندا، والذي اسسه القس دربي الذي قسم التاريخ سبع حقبات، نعيش الان بعد عودة اليهود الى فلسطين وسقوط مدينة القدس عام 1967 الحقبة السابعة منها التي تسمى حقبة الالفية والملكوت والتي ستبدأ مع المجيء الثاني للمسيح ونزوله في القدس. وتتميز هذه الحقبة بمعركة هرمغدون التي وردت اوصافها في رؤيا يوحنا، ويتحدث فيها عن السبع جامات لغضب الله، وعن معركة كبرى سوف تحدث في المكان المدعو هرمغدون.
ثم تحدث فنيش عن 'تأثير المسيحية الصهيونية على القضية الفلسطينية'، فقال ان الموضوع يوجب التعامل معه 'بحذر حتى لا نخلط الامر الديني بالامر السياسي، مع العلم ان هذا الاتجاه الكنسي كبير التأثير على سياسات الولايات المتحدة التي نراها تنحاز دائما الى اسرائيل الامر الذي يفترض ان هناك حاكمية ثقافية دينية تفرض عليها خياراتها السياسية حتى على حساب مصالحها الخاصة، من دون ان تخضع دائما لهذا الواقع. فنحن نلاحظ ان الولايات المتحدة عندما تريد ان تغلب مصالحها تستطيع ان تضغط على الكيان الصهيوني'.
وتابع: لكن اليمين الاميركي، استطاع بواسطة الكثير من الوقائع، ان ينمو في الولايات المتحدة بسبب استثماره بعض الامور الحساسة منها: خوف الاميركيين على امنهم القومي، واستثمارهم موضوع ما يسمى الارهاب، والحديث الكثيف عن اسلحة الدمار الشامل لايجاد مبرر لكل ضربة استباقية'.