يمضي الرئيس العراقي السابق صدام حسين في معتقله في معسكر الرضوانية نصف يومه للإجابة عن أسئلة المحققين الأمريكيين، بينما ينهي نصف يومه الآخر بين النوم وتنظيف زنزانته التي علقت فيها صور نجليه القتيلين عدي وقصي وبعض أركان نظامه المعتقلين في قسم خاص بسجن أبو غريب المركزي، فضلاً عن صور للرئيس الأمريكي جورج بوش.
أفاد بذلك مصدر إعلامي في المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه الدكتور أحمد الجلبي، وقال 'لقد تم نقل صدام حسين إلى معتقل الرضوانية الذي يعد واحداً من أقسى معسكرات التعذيب في عهد حكم الرئيس العراقي السابق وكان يساق إليه المعارضون ومن يراد (تأديبه) حسب مصطلحات الأجهزة الأمنية الصدامية'، مشيرا إلى أن المعتقل يقع بالقرب من قصر صدام حسين في منطقة الرضوانية، وهو القصر الذي كان يقيم فيه مع عائلته.
وأشار المصدر الإعلامي الذي اشترط عدم ذكر اسمه في حديث لـ 'الشرق الأوسط' عبر الهاتف يوم 5/1 الحالي إلى أن المعلومات المتوفرة لديهم تؤكد أن الرئيس العراقي السابق يمثل نحو اثنتي عشرة ساعة يومياً بصورة غير منتظمة أمام هيئة تحقيق أمريكية، وأن هذه الهيئة تستدعيه خلال أوقات مختلفة من اليوم كي تضغط عليه للكشف عن برامج أسلحة الدمار الشامل ومعلومات أخرى.
وقال المصدر 'إن صدام حسين يقوم بتنظيف زنزانته التي يوجد فيها تواليت صغير بنفسه ولا يقوم بخدمته أحد لإشعاره بأنه سجين وأنه لم يعد رئيساً كما يصر هو على ذلك وأيضا للتأثير على معنوياته'، موضحاً، وحسب المعلومات المتوفرة لديهم أن صدام حسين يبدو متعاوناً جداً مع محققيه وأنه أدلى لهم بمعلومات هامة.
ولم يوضح المصدر ما إذا كان الرئيس العراقي السابق يرتدي ملابس السجناء أم ملابسه الشخصية لكنه أشار إلى أنه من المؤكد 'يرتدي ملابس أسرى الحرب ذات اللون البرتقالي كون القوات الأمريكية تعتبره السجين رقم واحد في السجون الأمريكية.
وقال المصدر الإعلامي في المؤتمر الوطني العراقي إن بقية أركان النظام العراقي السابق نقلوا من مطار بغداد إلى قسم خاص في سجن أبو غريب المركزي حيث كانوا محتجزين في خيام عادية تحت حراسة مشددة، مشيرا إلى أن بعض من اعتقلتهم القوات الأمريكية لأسباب تتعلق بحيازتهم للسلاح أو بناء على شكوك أمنية كانوا محتجزين في القسم ذاته الذي كان يحل فيه أركان النظام السابق وأنهم كانوا يشاهدون عن قرب طه ياسين رمضان وطارق عزيز وعبد حمود وغيرهم من غير أن يتمكنوا من الاقتراب منهم أو التحدث إليهم.
وأضاف أن مطار بغداد أخلى تماماً من المحتجزين أو السجناء الذين وزعوا على أقسام سجن أبو غريب المركزي وأم قصر في محافظة البصرة، وأن هذه الخطوة تأتي من أجل إعداد مطار بغداد ليستأنف عمله كمطار دولي في استقبال الطائرات.
من جهة أخرى أكد عز الدين المجيد ابن عم صدام حسين أنه سيقوم بتكليف محامي دفاع عن الرئيس العراقي السابق بعد أن حدت السلطات الأردنية من حرية رغد صدام حسين إطلاق في التصريحات وإجراء اللقاءات الصحافية والتلفزيونية حول وضع والدها المحتجز لدى القوات الأمريكية منذ الثالث عشر من ديسمبر الماضي.